الشرائـــــح الشعـبـيــة فـي مقدمــة المنشديــن لنجاح خطة فر

الشرائـــــح الشعـبـيــة فـي مقدمــة المنشديــن لنجاح خطة فرض القانون

حمزة الحلفي
لا اعتقد ان شريحة او طائفة او قومية بقيت بمنأى عن العمليات الارهابية التي نفذتها القاعدة بدعم ومساعدة فلول ايتام النظام السابق والبعض من دول الجوار وسائر المتضررين من العملية السياسية في عراقنا الجديد

الا ان الشرائح الشعبية البسيطة كانت في مقدمة المتضررين جراء تلك العمليات، لاسيما ان هذه الشرائح عانت وتعاني من حرمان واهمال لكنها تزداد اصراراً من اجل الكد والكدح الشريف ولذا كانت في مقدمة من استهدفتهم المخططات العدوانية ولربما اعطت هذه الشرائح النسبة الاعلى من الشهداء.
مساطر.. وذكريات مريرة
توجهت صوب منطقة الباب الشرقي لألتقي بالعمال الذين اعتادوا التواجد منذ الصباح الباكر لتلبية طلبات من يحتاجهم لأعمال البناء والذين كانوا عرضة لأعمال الموت الأسود الذي نفذته عصابات الارهاب.
(حميد فليح 52 عاماً) أب لخمسة بنات ومعيل عائلته الوحيد قال: انا في قلبي وجع كبير على اصدقاء العمل الذين ازهقت ارواحهم الطاهرة هنا نتيجة الاعمال الارهابية الجبانة، لقد كانوا لايريدون شيئاً سوى العمل الشريف ، اتذكر ذات مرة جاء شخص يقود سيارته الفارهة ونادى علينا، وبالصدفة كنت في المطعم فهرع اصحابي اليه وما ان اقتربوا منه حتى فجر نفسه مع السيارة واستشهد ستة من اصدقائي.. ناهيك عن العبوات الناسفة التي حصدت ارواح العديد منا، اما الآن ومنذ بداية تنفيذ خطة فرض القانون فالحمد لله بدأنا نشعر بالأمان وراحت عوائلنا تطمئن علي سلامتنا ، نحن لانريد سوى ان نحافظ على عوائلنا من الانحراف والعوز، وادعوا من كل قلبي ان ينتصر الخيرون الذين يريدون لنا الحياة الحرة الكريمة وفي مقدمتهم اخواننا في الجيش والحرس الوطني الذين يبذلون جهودهم لحمايتنا. من مساطر العمال الشرفاء عشاق الحياة وصناعها الافذاذ عدت ادراجي الى منطقة الباب المعظم لأجد الحركة في اوجها عند مدخل سوقها الشعبي، صغاراً وكباراً رجال ونساء جميعهم يعملون وعلامات الارتياح تغطي ملامحهم بعد ان غادرها القلق والاضطراب . سألت جلال عليوي (26) عاما بائع خضار عن شعوره الآن بما حققته خطة فرض القانون وكصاحبه السابق اجابني مبتدئاً بمرارة الايام التي شهدها العاملين في هذا السوق :
لقد مرت أيام واشهر علينا هنا مريرة وهيمنت علينا الاضطرابات، تصور ايام عديدة لم نعمل سوى ساعة واحدة حتى تبدأ القذائف بالتساقط علينا وما علينا الا ان نلملم اغراضنا وحاجياتنا ونعود الى عوائلنا، فساعة واحدة غير كافية لسد رمق عائلة ان لم اقل فرداً واحداً، ولكنني الآن اقول ان كل خسائرنا( فدوه) للأبطال الذين وفروا لنا الأمن وجميع الشرفاء الحريصين على الوطن الذين نفذوا خطة فرض القانون.

اعداء المعرفة
العمليات الارهابية استدفت كل شيء ، فقد اعلنت عن حقدها وعبرت عنه بوحشية كاملة حينما استهدفت شارع المتنبي، الذي هو سوق الكتاب العراقي.. ما ان تدخل هذا الشارع حتى يصلك صوت نعيم الشطري اشهر صاحب مزاد لبيع الكتب في هذا السوق والشاهد على احداثه كلها والحافظ المتقن لأمهات الشعر العربي، الشارع يشهد الآن حملة اعمار واسعة دؤوبة لأعادة ملامحه الجميلة الأولى .. سألت الشطري عن مشاعره فقال: كما تعرف وجميعنا يعرف اننا عشنا اشهراً طويلة اشبه بالعاطلين عن العمل بسبب حادث التفجير الارهابي الذي الحق اضراراً جسيمة بهذا الشارع وكذلك قرار منع التجوال في يوم الجمعة وهو اليوم الذي تزدهر به حياة الشارع، الآن ومنذ رفع هذا القرار عادت الحياة لاستقرارها واستمرارها ولقد خسرنا العديد من الأحبة وفي مقدمتهم الشهيد عدنان سلمان صاحب مكتبة عدنان الشهيرة والآخرين رحمهم الله ونصر القائمين على خطة فرض القانون . وفي جولة مماثلة لمجمع الباب المعظم حيث مكاتب الاستنساخ أكد عصام مطشر مذكور (40 عاما) ان حركة العمل تعطلت تماماُ لأشهر عديدة لا سيما ان هذا المجمع على تماس بمجمع اشهرالكليات العراقية في بغداد ووصف العصابات الارهابية بأعداء المعرفة اما عن اوضاع عملهم الحالية فمستقرة وتشير الى مدى نجاح الخطة وشعور القائمين عليها بالمسؤولية . مسطر آخر صادفني هنا الا وهو مسطر صباغي الأحذية ومعظمهم من الشباب الذين تضيء ملامحهم الحياة العراقية الجديدة ، يقول رائد سبتي (16 عاماً): انا وأخي الكبير ساجد الذي يعمل خبازاُ في مدينة الصدر نعيل عائلتنا المكونة من (7) افراد ونعمل بمهن شريفة نقاوم من خلالها شظف العيش ولقد مررت بفترة بطالة طويلة نتيجة تدهور الاوضاع الأمنية هنا، اما الآن فالحمد لله اشعر بالأمان وادعو من كل قلبي بالعمر الطويل والسلامة لأخواننا الذين تسهر عيونهم على امن وطننا وبغدادنا الحبيبة .
الليل يستعيد نفسه
كما اسلفت في المقدمة فما من شيء بقي في معزل عن الارهاب وبحكم عشقه للظلام والجهل والعدوانية فقد ناصب ليل بغداد الجميل عدائه السافر المقيت، الا ان هذا الليل بدأ يستعيد امجاده شيئا فشيئاً وما ليلية رأس السنة الميلادية الا دليل قاطع على ما وصلت اليه النجاحات العالية التي بلغتها الخطة، حيث استمرت طقوس الابتهاج والفرح حتى بلغت مقاربة الفجر. في ساحة كهرمانة التقيت مجموعة من الشباب لأتعرف على شعورهم فأجابني كنعان عبد الاصمد (20 سنة):
الحمد لله الساعـة الآن العاشرة ليلاً وكـما ترى بعينك جميع المحـال مشرعـة ابوابهـا وحركـة السير طبيعية ولمرات عديدة نبقى نتجول في ساحات وشوارع الكرادة ونشعر بالطمأنينة التي حققتها لنا خطة فرض القانون