هواجس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
هواجس

منبر الشعر الشعبي العراقي ومايدور في فضاءه من ثقافة وفنون شعبية تسعى لبناء الفكر وتؤسس لابداع عراقي وطني ملتزم
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 الشاعر المبدع عبد الكريم القصاب :أقف بالضد من دكتاتورية القص

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الاعلامي عدي المختار

الاعلامي عدي المختار


المساهمات : 105
تاريخ التسجيل : 03/11/2007
الموقع : هواجس

الشاعر المبدع عبد الكريم القصاب :أقف بالضد من دكتاتورية القص Empty
مُساهمةموضوع: الشاعر المبدع عبد الكريم القصاب :أقف بالضد من دكتاتورية القص   الشاعر المبدع عبد الكريم القصاب :أقف بالضد من دكتاتورية القص Icon_minitimeالأربعاء فبراير 06, 2008 11:45 pm

الشاعر المبدع عبد الكريم القصاب :أقف بالضد من دكتاتورية القصيدة السبعينية
حاوره: كاظم غيلان
حين اطل عبدالكريم جبار القصاب علينا في الرابع الابتدائي وفي يوم شتائي بمدينة العمارة بعد تعيينه لأول مرة في سلك التعليم معلما لمادة اللغة العربية، كنت تلميذا في ذلك الصف، وراح هذا المعلم يأخذ باصبع الطباشير ليمنح سواد السبورة هيبة الحرف الأبيض وجماليته العربية، بكل وقار وشفافية تعامل معنا منذ اللحظة الاولى ولم اكن اعرف بأن هذه من مزايا الشاعر، بل ولم اكن حينها اتوقع بأن المستقبل سيجمعني معه في دائرة الشعر ولعنته وهمومه، وبمرور السنوات اصبح صديقي مثلما بقي معلمي في الشعر وقضاياه و لم يكن مجال للحساسية بيننا، فهو من جيل الستينيات الذي نهلنا منه الكثير، كما بقي القصاب واحداً من الشعراء القلائل الذين لم يتلوثوا بامتداح الطغاة.. واليوم التقيته عبر هذا الحوار:




الحداثة في الشعر الشعبي ، كيف يمكن لك تأشيرها والى اين وصلت؟
مما لا شك فيه، ان طفرة نوعية طرأت على القصيدة الشعبية نهاية عقد الخمسينيات من القرن العشرين، وكان الشاعر الكبير مظفر النواب رائداً لهذا التحول النوعي، حيث استطاع ان يحول القصيدة من بدائيتها وخطابها السوقي الرتيب الى مقطوعة سمفونية متناغمة، غير مألوفة، لكنها ممتعة الى حد الخدر. ومن المفيد هنا القاء الضوء على مصطلح الحداثة، لكي نحسن التعامل مع المصطلحات، فالحداثة لا تنحصر في الخروج عن التفعيلة والعمود الشعري للقصيدة، بل انها تتعداه الى طريقة التفكير واسلوب التعبير والى الالفاظ التي توظف في بناء النص، فالحداثة اذن عملية تغيير جذري لكل ما يتعلق بالقصيدة التقليدية، وقد وصل بها المتطرفون الى الحد الذي يدعونا ان نصفها بحداثة التخريب. عوداً على بدء، فأن النواب لم يعتمد في عملية التغيير على مقاسات الحداثة بمعناها التخريبي، بل استطاع ان يلامسها وان يوظف منها في القصيدة الشعبية مايغني البعد الجمالي المتمثل بالصورة الشعرية، وبذلك يكون قد عرف بذكاء منطقة الشعر الحقيقي المحصورة بين العادية والضبابية. جواباُ على مضمون السؤال، لقد أخذت الحداثة مساراتها الطبيعية الخلاقة منذ نشأتها حتى انتكاسها وتراجعها وانحسارها برموزها القدامى في بداية الثمانينيات من القرن العشرين، حيث النظام الشمولي الذي عسكر الثقافة والأدب والفن وفرز جيلاُ من المرتزقة الذين افسدوا الذائقة الشعبية بقصائد الهتاف للقائد الضرورة ، والآن بعد زوال الضرورة، نرى البعض من السياسيين يغتالون المثقفين والعلماء بدم بارد ويفجرون الثقافة في شارع المتنبي . حقاُ اننا امام كارثة ثقافية بدأت ولا ندري متى ستنتهي.
* معظم الاراء السائدة الآن تجد ارجحية عالية لجيل السبعينيات ، ماالذي يبرر ذلك برأيك؟
- نعم، ان الاراء الواعية النابعة من صميم المشهد الثقافي الاصيل تؤكد ارجحية عالية لجيل السبعينيات، هذه حقيقة ساطعة، حقيقة لا تقتصر على الشعر الشعبي وانما تنسحب على جميع الاصعدة الثقافية والادبية والفنية في الشرق الاوسط، ان لم اقل في كل ارجاء العالم. ان جيل السبعينيات أحدث قفزة نوعية على صعيد الشعر والقصة والاغنية والموسيقى والثقافة عموماُ، والمبرر لذلك هو فسحة الحرية- وان كانت ضيقة- التي عاشها المثقف، اضافة الى امتلاء المكتبات بالكتب العالمية والمحلية التي تعنى بالشأن الثقافي، والى المهرجانات غير المسيسة التي كانت تقام في تلك الحقبة التي اشاعت روح المنافسة الشريفة بين المبدعين لاغناء المشهد الثقافي بكل ماهو جديد وبديع.
* هل تعتقد بأن القصيدة السبعينية قد القت بظلالها على القصائد المعاصرة؟
- لا أحد ينطلق من فراغ، كل شاعر مبدع يبني حاضره على تراكمات مشرقة من الماضي، فالابداع عملية متصلة بالماضي ومتحركة باتجاه المستقبل. من هنا فأن المبدعين من الشعراء المعاصرين من المؤكد انهم استفادوا كثيراً من أجواء القصيدة السبعينية على اعتبار انها نقطة تحول باتجاه ماهو حقيقي من الشعر، فالابداع مطلق، والمطلق لايمكن حصره بين هلالين، رغم العقبات التي يضعها المتخلفون أمام عجلة الثقافة.
* في أي لون ابداعي يتطلب الحضور النقدي الذي يرافقه ويكشف عن ملامحه وبواطنه.. كيف تنظر للنقد في مجال القصيدة الشعبية العراقية؟
- أينما وجد الابداع وجد النقد، فالقصيدة التي تتوفر فيها عناصر الابداع تقترب تلقائياً من الناقد المحايد، لأن، وظيفة النقد كشف العلاقات والتجاذبات الداخلية في القصيدة وكشف الصور واللوحات الخلفية والمعاني الخفية المتجذرة بالعقل الباطن، فالنقد من هذا التوصيف يضع القصيدة بتجليات أكثر وضوحاً أمام المتلقي، وقد يضيف الناقد للقصيدة ماليس في حسبان الشاعر. اما عن النقد في مجال القصيدة الشعبية، فهناك اسباب لانحساره، منها ان الغالبية من الشعراء الشعبيين يفتقرون الى اللغة النقدية الناشئة عن رؤية ترتكزعلى النظريات النقدية للأدب، التي تمكنهم من الولوج الى عالم القصيدة وكشف مساراتها الداخلية، والقادرون منهم- وهم قلة- مقصرون في هذا المضمار ، وفي هذا الحوار يسعدني ان اسجل تقديري لك وللناقد والشاعر المبدع ريسان الخزعلي للجهود التي بذلتماها على صعيد نقد القصيدة الشعبية. اما نقاد القصيدة الفصحى فانهم لم يلجوا ميدان القصيدة الشعبية ولم يسلطوا ألاضواء عليها بدافع التعصب للغة وبسبب استهانتهم الناجمة عن جهلهم بالقصيدة الشعبية.
* طرح الشاعر الراحل عزيز السماوي اواسط السبعينيات مصطلح اللغة المحكية على مستوى القصيدة الشعبية ومن خلال منجزاتها في تلك الحقبة، الى أي حد تتفق مع هذا المصطلح؟ وهل يتلاءم الآن مع ماتقرأ وتسمع وتشاهد من برامج الشعر الشعبي؟
- أتذكر ذلك جيداً وأقول ان المرحوم عزيز السماوي لم يطرح نظرية جديدة في اللغة، وانما عبر عن مأزق كان يعاني منه الشعراء البغداديون آنذاك، المتمثل في برودة اللهجة البغدادية وتقهقرها امام اللهجة الجنوبية (المملوحة) على صعيد الوصيل والتأثير في المتلقي. ان هذا المأزق هو الذي جعل السماوي يحلم بتعميم لهجته القريبة من البغدادية على الجميع. كان هذا الحلم حاجة في نفس السماوي، ولكنه لم يقضها، لأنها كانت مغايرة لطبيعة الواقع. كنت اتمنى لعزيز وشاكر السماويين وكريم محمد وحامد العبيدي وغيرهم ان يوظفوا ثقافاتهم في كتابة قصيدة النثر، لكنهم اختاروا اللعب على غير ساحاتهم، لذلك فانهم على صعيد القصيدة الشعبية لم يسجلوا في الذاكرة الجمعية غير اسمائهم، بينما الكثيرون من الناس يحفظون قصائد للنواب وهم لايعلمون بانها قصائد نوابية. وهذا هو الفارق بين الشاعر الذي تصنعه الدعاية والشاعر الذي يصنعه الابداع.. انني احترم ثقافاتهم وبعضاً من كتاباتهم، لكن العبرة بالتوصيل والتأثير والمكوث في الذاكرة الجمعية، مكوث ماهو جميل وأصيل طبعاً عوداً الى صلب موضوع السؤال أقول: ان كلا من اللغة واللهجة كائن حي يخضع لقوانين التطور، لذلك فان الكثير من المفردات الشعبية قد تقادم عليها الزمن فتخشبت وتحجرت ولم تعد تصلح للشعر، كما ان بعضاً من المفردات الحية المتداولة التي تخدش الأذن، لايمكنها ان تخدم القصيدة ، فليس كل ما في المعجم الشعبي والمعجم الفصيح يصلح لكتابة الشعر. لذلك أدعو الشعراء الا يقفزوا على قوانين التطور ويقتربوا جداُ وبتكلف من اللغة الفصحى، والا يتشبثوا بـ(الحسجة) فيكتبوا بعظام الموتى.
* كيف تنظر الى الشعراء المتسولين الذين ينعقون مع كل ناعق؟
- لا غرابة في الأمر، فالمديح ظاهرة متجذرة بالشعر العربي، وان اغلب الشعراء كانوا وما زالوا يتنقلون من حاكم الى خصمه ومن عصر الى ضده، انها ثقافة الارتزاق المهين، هذه حقيقة مرة، والأسوأ منها سلوك الانظمة الحاكمة التي تفتح أبوابها للمرتزقة من الهتافين والبواقين، فالنظام اللاحق دائما يرث من النظام السابق الكرسي والحاشية وجوقةالمداحين - انه من المحزن والمستهجن ان نرى شعراء النظام الصدامي المقبور في الواجهات الأمامية للمؤسسات الثقافية والأدبية والفنية، وهم الذين ساهموا باقلامهم في حفر المقابر الجماعية للشرفاء من العراقيين، وقد قلت فيهم من قصيدة (شعراء للأيجار):
الذبحوا احسين اليوم گوام
يقرون أدعيه بگبره وتواشيح
* الجمالي في قصائدك يأخذ مدياته حتى في المضامين ذات الابعاد السياسية، اتمنى تفسير ذلك ان لم أقل إيضاحه؟
- القصيدة ليست بحثاُ عن تضاريس الارض وليست خطاباً منبريا او مقالا سياسياً، فالقصيدة فكرة ذات عصب مموسق تحيطها هالة من الروح فتمنحها القداسة. فالقصيدة ان لم تكن هي الروح، فان فيها من القداسة والشفافية مايقربها من هذا التوصيف، ان القصيدة مهما كان موضوعها لابد لها ان تحلق في اجواء الروح لتتزود بالجمال المدهش غير المرئي لأن جمال الروح غير جمال المادة. انني عندما اكتب القصيدة السياسية اعتمد المعذبين وسيلة وغاية، لذلك تجدني استحضر معاناتهم التي هي معاناتي، استحضر الألم والجوع والدموع مما هوشاخص امامي ومن المشاهد التي اختزنتها عدسة الروح في الذاكرة. لان كل ما يلامس الروح جميل، من هنا يأتي الجمال الحزين ويأتي الحزن الجميل، ليس الحزن الذي يثير الشفقة وانما الحزن الذي يوقظ الحياة في اليباس ويستنهض قيم البطولة ويسخن دماء الثورة من خلال فتيل التفاؤل.
* كتبت في المتنين الشعبي والفصيح، ايهما تحسه اكثر ملامسة لوجدان المتلقي؟
- على الصعيد الشخصي كشاعر، أجدني قد وظفت موهبتي وثقافتي وذائقتي الفنية وموقفي المبدئي في الاتجاهين بنفس القوة، اذن فأنني موجود في كل قصيدة كتبتها، اما على صعيد المتلقين، فان قصائدي الشعبية والفصحى على السواء، قد اخذت طريقها اليهم، والمتابعون في شوق دائم لقراءة ماهو جديد.
* الجيل الحالي في الساحة الشعرية هل تجد فيه لمسات واشراقات تستحق الاشارة؟
- رغم انني ممن كتبوا القصيدة السبعينية الا انني ضد دكتاتوريتها، فمن غير الممكن ان نشطب جيلاً كاملاً من الشعراء الشباب. لقد اكتشفت من خلال متابعاتي للحركة الشعرية، ان هناك اصواتا لها لمسات واشراقات تستحق الوقوف عندها والاشارة اليها، اصوات قليلة جداً لكنها فاعلة على صعيد الموقف والجمال، واوصي الجميع ان يتحصنوا بالثقافة والمبدئية ليتوصلوا الى معرفة ماهية الشعر ووظيفته الانسانية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hegs.ahlamontada.com
 
الشاعر المبدع عبد الكريم القصاب :أقف بالضد من دكتاتورية القص
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
هواجس :: اخبار الشعر والشعراء-
انتقل الى: