محمد الغريب.. ما بعد عبد الحسين الحلفي؟
علي الربيعي
مرة اخرى نناشد وبسرعة الضمير العراقي الانساني ممن هم على هرم السلطة المنتخبة وخارجها للاهتمام الحتمي بصحة وسلامة ومعونة البعض من زملائنا الشعراء الشعبيين الذين تراكمت على ارواحهم وابدانهم علل العراق وويلات الماضي والتصدي للارهابيين والظلاميين في وقتنا الحاضر،
هذا التراكم لتلك الاصوات التي كما ناشدنا في عمودنا من العدد الماضي للملحق والمتعلق باغاثة الشاعر عبد الحسين الحلفي، لم تطو شرفها يوما في وحل الرذيلة، او طبلت كما طبل الاخرون من اشباه الشعراء ومن لف لفهم ابان الحكم الشوفيني البائد، هذه الارواح الباذلة والمناضلة بالكلمة الصادقة شاهدها الملايين وهي تعلن امام الملأ ادانتها لنظام الامس، وتبشر بالغد، وتلعن الارهاب والطائفية وذيول من يقف خلفها بكل صراحة وجرأة، غير آبهة او مستسلمة لما قد يؤول من الطرف الاخر من بقايا الخونة والجبناء الغادرين، سوى روح محبة- شاعر ومنصة- وقصيدة مكتوبة بالدم، وحال يعلم الله ما هو الحال. من دون حماية او رعاية حتى..
نقول هذا الكلام وفي القلب وجع واكثر من غصة، والا بماذا نفسر هذا الصمت ونحن امام ذهول ما يجتاح بعض زملائنا من الشعراء المخلصين محنة خارجة عن ارادة اي انسان منا، ولو بدرجات متفاوتة الا وهي المرض، الذي يستدعي احيانا اهتماما ورعاية خاصة قد لا تتوفر في ظرفنا الحالي لمعالجته داخل الوطن.
من هنا نرجو الا يطول الصمت، كما نرجو ان لا تتغير لدينا نحن ايضا فهم ما يجري، فتصبح الامور على غير هدى، وهذا والله ما لا نريده او نتمناه، ما دمنا مؤمنين برسالتنا، ولعل ما تعرض له الزميل الشاعر المبدع محمد الغريب مؤخرا من ازمة صحية تجعلنا نقف عند هذه الاسئلة كما هو زميله عبد الحسين الحلفي، وعلى العموم لنا رجاء لا ينقطع، وصبر لم ينفد بعد، لتقدير حالتيهما الصحيتين والمسارعة بل” المجاهدة “ بتأمين احتياجاتهما الطبية والنفسية والمادية والرد علينا في حالة التعذر اللامبرر او العجز”لاسمح الله “ عن تقديم المساعدة حتى نكف عن المناشدة ونسلم امرنا الى الباري عز وجل، ثم للقصيدة التي سوف نضطر لكتابتها، ويومها لا لوم علينا ولا هم يحزنون.