هواجس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
هواجس

منبر الشعر الشعبي العراقي ومايدور في فضاءه من ثقافة وفنون شعبية تسعى لبناء الفكر وتؤسس لابداع عراقي وطني ملتزم
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 قراءة في الموروث الشعبي التركماني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الاعلامي عدي المختار

الاعلامي عدي المختار


المساهمات : 105
تاريخ التسجيل : 03/11/2007
الموقع : هواجس

قراءة في الموروث الشعبي التركماني Empty
مُساهمةموضوع: قراءة في الموروث الشعبي التركماني   قراءة في الموروث الشعبي التركماني Icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 14, 2007 6:28 am

قراءة في الموروث الشعبي التركماني




من نسيج الهوية الوطنية العراقية..
* زاهد البياتي
الصناعات الشعبية التركمانية
انتجت الايدي المبدعة التركمانية العديد من الصناعات الشعبية سواء في الحياكة او في صناعة البسط اوالسجاد او صناعة السلال اواغطية الرأس (العرقجين) التي اشتهرت بها مدينة التون كوبري او افرشة الجبن او حياكة الخيم والحبال وغيرها الا ان ابرزها عراقة وشهرة هي صناعة الفخار في طوز خورماتو والتي اصبحت مظهراً اساسياً من مظاهر الصناعات الشعبية العراقية في الداخل والخارج وخاصة من خلال تمثيلها العراق في المعارض الخارجية من خلال منحوتاتها الفطرية والمزهريات الفنية والتحف التقليدية المختلفة .





وقد برز جيل من الفخارين المبدعين في هذا المجال الذين اضفواعلى هذه الصناعة الشعبية الكثير من اللمسات الفنية والمعاصرة امثال الفخّار الراحل الفنان كمال كوزه جي (مؤسس قسم الفخاريات في معهد التراث الشعبي واول مدرس فيه) ومثلوا العراق خير تمثيل في المحافل ومعارض الصناعات الشعبية في العديد من دول العالم .
ومازال بعض الفخارين يمارسون صناعتهم حتى يومنا هذا امثال الفنان هواس هياس كوزه جي، وجمال كوزه جي الذين ورثوا الحرفة من الفنانين الرواد مثل زين العابدين كوزه جي و اسماعيل كوزه جي وهياس عباس، وغيرهم ومن طريف ما يذكر هنا وقبل اكثر من نصف قرن من الزمن، قامت سيدة المانية تشغل منصبا رفيعا في السفارة الالمانية ببغداد بتقديم عرض مغر الى الفخارالفطري هياس عباس كوزجي (حسب ولده الفنان هواس) يتضمن راتباً مغرباً جدا وتوفير ورشة حديثة متكاملة للفخاريات بالاضافة الى الاقامة والسكن في اجمل المدن الالمانية مع تبديل حماره الحساوي الذي كان يستخدمه في التنقل بين البيت والكورة على شاطئ نهر اقصو، بسيارة مارسيدس (اخر موديل) مقابل العمل هناك ! الا انه رفض العرض مفضلا حماره العراقي على المارسيدس الالماني مبررا بانه اذا ابتعد عن رائحة تراب طوز خورماتو وانامله اذا ما فارقت الطين العراقي سيموت كمدا !
الدبكات الشعبية
التركمانية والأعراس
في الاعراس كان يتميز التركمان بإقامة مظاهر الفرح والولائم على نطاق القرية او الحي او المحلة وعلى مدى عدة ايام متتالية وخاصة في القرى والارياف وكان معظم اهالي القرية يشاركون في هذا الحفل مبكراً وكأن العرس عرسهم حينما تستمر مراسيم الزواج وحفلات الدبكات الشعبية المعروفة بمصاحبة الطبل والزورنا (المزمار) من الصباح الباكر وحتى منتصف الليل مع مشاركة فاعلة من اهل القرية في الطبخ والنفخ واعداد الطعام والخبز واستقبال الضيوف وغيرها من الخدمات التي تتطلبها المناسبة ولاننسى ان نذكر بان عائلة العريس كانت تمهد عادة لاعادة النظر في جميع العلاقات المتازمة مع العوائل الاخرى حيث تسعى لتطييب الخواطر وترميم الجسور الاجتماعية مع الاقارب والجيران لضمان اكبر مشاركة ممكنة في اقامة العرس للقيام بواجباتهم امام الضيوف القادمين من القصبات والقرى الاخرى ما يدعو البعض الى التباهي والفخر وحسب ضخامة ومساحة عدد الايام والضيوف والذبائح وسخونة الدبكات الامر الذي كان يتطلب جلب فريق اخر من الطبل والزورنا! ويذكر بان الدبكات التركمانية قد وصل عددها الى تسع دبكات مختلفة بمشاركة رجالية ونسائية ولم يستمر منها الا ثلاث او اربع دبكات! والدبكات كانت عادة تتحول الى رقصة فردية مختلطة ايضا تسمى (جوبي) يرقص فيها المقربون من الاباء والامهات والاخوة والاخوات حاملين المراة والجفجير والترمة (وشاح او ربطة ملونة ) امام العريس اثناء حلاقته في ساحة الدار او اثناء الزفة امام العروس، وبعد دخول الدار يكون العريس الذي وضع وشاحا ملونا على صدره، ماسكا ببرتقالة او تفاحة او قطع الجكليت ليرمي بها عروسته اثناء دخولها من على سطح الدار المطل على الباحة التي تتقدم فيها العروس وهي تغطي وجهها بوشاح غير شفاف تحجب الرؤية، وعادة ما تحيط بها صديقاتها وجاراتها وهن يزغردن كالبلابل. واجمل ما في هذه الفعاليات الشعبية المفرحة استقبال الضيوف من العرب والاكراد للمشاركة في الافراح والمسرات والانسجام مع الاخر في واحدة من اجمل صور الاخوة بين ابناء الوطن الواحد وتمسك التركمان بالارض كتمسكهم بالانسان العراقي .
الحكايات الشعبية التركمانية
يزخرالموروث الشعبي التركماني بالكثير من الحكايات الشعبية المجهولة الكاتب او المؤلف التي تتناقلها الالسن من الاجداد والجدات الى الاباء والامهات ومن ثم الى الاحفاد والحفيدات وهكذا دواليك لتخزن في ذاكرة الشعب عبر الاجيال مثل حكايات طاهر وزهرة وحكاية كور أغلو التي يعتبرها معظم الباحثين اقدم حكاية تركمانية وحكاية ارزي قنبر و حكاية اصلي كرم .وهذه صورة مختصرة عن اشهر الحكايات الشعبية التركمانية.
حكاية اصلي وكرم
وتتلخص بان العاشق كرم يضحي بكل أسنانه في سبيل أن يضع رأسه في حجر حبيبته -اصلي- حيث تقوم أمها والتي تمارس الطب الشعبي بقلع أسنانه الواحد بعد الآخر وهو يوهمها بان اسنانه التي قلعتها لم تكن هي المقصودة وأخيرا يحترق وهو يحاول أن يفك أزرار ثوب حبيبته- اصلي- ليلة الزفاف حيث أن والد الفتاة عندما رأى انه لا مناص من زواجهما قام بتجهيز ابنته بثوب سحري واشترط على كرم فك هذه الأزرار فكلما انتهى كرم من فك الزر الأخير عادت الأزرار ثانية إلى الانسداد فيعيد فتحها من جديد من خلال طقوس معينة وقصائد يطلقها وتصل به الحالة إلى درجة الاتقاد ولكن الأزرار تعاود سيرتها ثانية وثالثة وتستمر هذه المأساة حتى الصباح فيحترق كرم من فرط عشقه ووصول حالة الاتقاد لديه إلى الدرجة القصوى وقد ضرب به المثل (كرم عشيقندان ياندي قورخوم وار منده يا نام) لقد احترق كرم من فرط حبه فأخشى أن احترق أنا أيضا وهذا القول يردده العاشق أمام حبيبته التي يتحرق شوقا إليها (كما يصفه لنا الدكتور محمد مردان في بحثه عن الحكاية الشعبية التركمانية) .
حكاية ارزي قنبر
هناك حكايات تضم بين دفتيها قصائد غالباً ما تكون رباعية وفق أوزان " الهجاء " التركمانية والتي تغنى بآلة الساز المعروفة لدى التركمان بشكل لافت ومن مظاهر الحكايات من الشعبية التركمانية وفق هذا المحور التضحية فعندما يرى قنبر أن حبيبته- آرزي -التي تحمل ما تحمل من اجلها وركب المصاعب والأهوال قد آلت للغير. يلعن نفسه ويطلب من الله أن يضع حداً لمأساته فتحقق رغبته كونه عاشقا حقيقيا، هنا يضحي بنفسه أخيرا بعد أن يصاب باليأس فيموت وهو يضع رأسه في حجر حبيبته - آرزي - وعندما تعي آرزي هذه الحقيقة تقتل نفسها فتسقط الجثة على الجثة وقد تضرجتا بالدماء التي تروي مأساة هذين العاشقين .
حكاية كور اوغلو (ابن الاعمى)
ثمة حكاية شعبية اخرى اخذت نصيبها من الشهرة والتداول التي تدور حول البطل الشعبي المسمى - كور اوغلو - أي أبن الأعمى والذي ذهبت سيرته مضرب الأمثال لأنها تجسد شجاعة وبطولة هذا الفارس الذي وقف في وجه الظلم والاستبداد في القرن السابع عشر وتتراوح هذه الأعمال البطولية في اربع وعشرين سيرة تتخلل هذه السيرة القصائد الرباعية التي كان -كور اوغلو - ينشدها على أنغام آلة الساز التي يتقن العزف عليها كإتقانه المبارزة بالسيف وطعن العدو. وملخص الحكاية ان البطل - روشن علي - الذي سمي بكور اوغلو نسبة إلى والده الذي كان سائساً لدى أحد المتنفذين الاغنياء، فقد قضى عمره في خدمة سيده وفي احد الايام غضب عليه ففقأ عينيه رغم خدمته الطويلة! ثم اركبوه حصانا اجرب فاطلقوه في الجبال! فلاقى الكثير من العذاب والمشاق الى ان وصل بيته بقطع النفس , فقص الحادثة على ابنه ما جرى طالبا الانتقام والثأر من سيده الذي كان بمرتبة (الخان) ولما سمع روشن بذلك اعد العدة للثأر فكان له ذلك بعد ان اشتد به العود فأخذ بحق ابيه بعد ان اصبح معينا للفقراء ومغيثا للضعفاء وبطلا شعبيا يثير الاعجاب، وتتداول قصصه السن الناس من جيل الى جيل.
الحكايات الخرافية والأساطير
وتدخل الاساطير والحكايات الخرافية في الادب القصصي الشفاهي التركماني ايضا من خلال قصص الخيال التي تمتزج بها البطولات البشرية مع قوى الجن الهائلة لتخلق نوعا جذابا من الحكايات الاسطورية الرائعة التي نسجتها المخيلة الشعبية التركمانية كالطنطل وهو المخلوق الخرافي الذي يحمل اسم "قايش بالدير" او (الديو) و(كوراخان) الذي يظهر رمزا للشر والعدوان في الكثير من الحكايات الخراقية!
* كاتب وباحث




صفحة للطباعة

أرسل هذا الخبر لصديق







· البحث في اخبار افاق ستراتيجية
· البحث في اخبار جميع الصفحات



--------------------------------------------------------------------------------

أكثر خبر قراءة في افاق ستراتيجية:
الحكومة الالكترونية واقعها وآفاق تطبيقها في العراق









الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hegs.ahlamontada.com
 
قراءة في الموروث الشعبي التركماني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
هواجس :: الموروث الشعبي والحكايات-
انتقل الى: